أكثر أهل العلم على أن الصائد بالكلب المعلم إذا وجد الصيد فيه حياة مستقرة وليس معه ما يذكيه به فأغرى كلبه عليه ليقتله فإنه لا يجوز الأكل من هذا الصيد. وبه قال فقهاء الأمصار وأحمد في رواية.
وقال الحسن البصري وإبراهيم النخعي وأحمد في رواية يجوز أكله (١).
مغ ج 11 ص 13 بداية ج 1 ص 603.
(1) قلت: ولا أظنهم يختلفون في الصيد يجده الصائد وفيه حياة مستقرة وعنده مِن الزمن والآلة ما يقدر على تذكيته ثم يتركه صاحبه حتى يموت دون أن يذكيه أنه لا يجوز أكله. انظر مغ ج 11 ص 13 مج ج 15 ص 103 وانظر الحاوي ج 15 ص 16.
♦ فائدة: يقال في اللغة أشلى إذا دعا. تقول أشليت الكلب إذا دعوته أو استدعيته. وأما أغرى فمعناها في أصل اللغة أرسل. تقول أغرى الكلب إذا أرسله وقد تستعمل كلمة أشلى ويراد بها الإرسال من باب استعمال الشيء وإرادة ضده وقد تكون كلمة أشلى لها معنيان متضادان وقد استعمل الإِمام الشافعي -رحمه الله- تعالى هذه الكلمة وأراد بها المعنى المضاد لها المعروف في أصل اللغة فاعترض عليه أبو بكر بن داود الظاهري رحمهما الله تعالى فأجاب النوري عن هذا الاعتراض فقال: وأجاب أصحابنا عن هذا الاعتراض بأجوبة: (أحدها) أن الشافعي من أهل اللغة ومن فصحاء العرب اللذين يحتج بلغتهم كالفرزدق وغيره لأنه عربي النسب والدار والحصر. قال الأصمعي: قرأت ديوان الهذليين على فتى من قريش يقال له محمَّد بن إدريس الشافعي. قالوا: فيكون أشلى من الأضداد يطلق على الاستدعاء وعلى الإغراء (يعني الإرسال) ومما يؤيد هذا الجواب ويوضحه أكمل إيضاح أن أبا الحسين أحمد بن فارس المجمع على توثيقه وأمانته في اللغة قال في كتاب المجمل: يقال أشليت الكلب إذا دعوته وأشليته أغريته قال: قال الأعجم:
أتينا أبا عمرو فأشلى كلابه … علينا فكدنا بين بيتيه نؤكل
(الجواب الثاني) أن الإشلاء -وإن كان هو الاستدعاء- فاستعماله هنا صحيح، وكأنه يستدعيه ليرسله، فعبر بالإشلاء عن الإرسال، لأنه يؤول إليه وهو من باب تسمية الشيء بما يصير إليه ومنه (قوله تعالى) {إِنِّي أَرَانِي أَعصِرُ خَمْرًا}. (والثالث) جواب الأزهري أن معنى أشلى دعا، أي أجاب كأنه يدعوه للصيد فيجيبه ويقصد الصيد والله سبحانه أعلم. ا. هـ راجع مج ج 9 ص 86 – 87. قلت: وقد ذكر الموفق في المغني الجواب الثاني في توضيح عبارةٍ للإمام الخرقي راجع مغ ج 11 ص 13.
– موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي للشيخ الإستاذ الدكتور محمد نعيم ساعي اللاذقاني الشامي/السوري –