جمهور العلماء من السلف ومن بعدهم على أنه يُستحب للقارئ في الصلاة إذا مرَّ بآية رحمةٍ أن يسأل الله ذلك، وإذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذ بالله من ذلك.
قلت: ونحوه قال ملك في المأموم يسمع الإِمام يقرأ الآية فيها ذكر النار. قال: وإن تعوذ فسرًّا (1).
(1) انظر المدونة ج 1 ص 104.
عَن عَوفِ بنِ مَالِكٍ الأَشجَعِيِّ قَالَ: (( قُمتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَيلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ البَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ قَالَ ثُمَّ رَكَعَ بِقَدرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ ثُمَّ سَجَدَ بِقَدرِ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمرَانَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً )) – رواه أبو دواد والنسائي –
قال ابن قدامة في المغني:
قيل لأحمد، رحمه الله : إذا قرأ : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } هل يقول : ” سبحان ربي الأعلى ” قال : إن شاء قاله فيما بينه وبين نفسه، ولا يجهر به في المكتوبة وغيرها. وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قرأ في الصلاة : { سبح اسم ربك الأعلى }. فقال : سبحان ربي الأعلى. وعن ابن عباس أنه قرأ في الصلاة : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } . فقال : سبحانك وبلى. وعن موسى بن أبي عائشة قال : ( كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى }. قال : سبحانك فبكى، فسألوه عن ذلك، فقال : سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ). رواه أبو داود. ولأنه ذكر ورد الشرع به، فجاز التسبيح في موضعه. انتهى.